الشبكة العربية للتربية المدنية تطلق استراتيجيتها للأعوام 2017 -2019
عمان – أعلنت الشبكة العربية للتربية المدنية "أنهر"، اليوم، عن اطلاق استراتيجيتها الجديدة للأعوام الثلاثة القادمة (2017-2019)، وذلك خلال حفل نظمته في فندق "جنيفا" في العاصمة الأردنية "عمان"، بمشاركة رئيسها، مدير عام مركز "إبداع المعلم" رفعت الصباح، وعضو مجلس ادارتها أحمد بدوي، ومديرتها التنفيذية فتوح يونس، اضافة إلى أعضائها ويمثلون العديد من الدول العربية، لا سيما مصر، والأردن، والعراق، وفلسطين، والمغرب، وتونس، ولبنان، واليمن وغيرها.
وجاء اطلاق الاستراتيجية في اطار جهود الشبكة، لدمج قضايا النوع الاجتماعي وحقوق الإنسان ضمن منظومة عملها، مع التركيز على حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة بالذات، للتعامل مع المتغيرات الحديثة التي طرأت في السياق الوطني ولإقليمي لعمل الشبكة.
وحضر الحفل، وأقيم بالتنسيق والتعاون مع المؤسسة السويدية للتنمية "IM "، ممثلون عن نخبة من مؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات الداعمة، علما أنه جرى تطوير الاستراتيجية الجديده للشبكة، بمشاركة نخبة من أعضاء وعضوات الشبكة المؤسسين، وممثلي مؤسسات اضافة إلى الكادر الإداري للشبكة.
وذكر صباح، وهو عضو مؤسس للشبكة أيضا، أن الشبكة استطاعت ابرام العديد من الشراكات ذات البعد الاستراتيجي والاقليمي، وكان الهدف منها تعزيز التنسيق والتعاون حول المواضيع ذات الاهتمام المشترك، أو تنفيذ بعض المشاريع ذات البعد الإقليمي والدولي أيضا.
كما لفت إلى انخراط الشبكة في العديد من الديناميكيات على المستوى الإقليمي والدولي، لتعزيز وتقوية حضورها كشبكة إقليمية، من هنا فقد حصلت على عضوية العديد من المنابر العالميه والاقليميه مثل الحمله العالميه للتعليم، ونظيرتها العربية، إضافة إلى مجموعة المشاورة الجماعية بشأن التعليم للجميع للمنظمات غير الحكومية في منظمة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم "اليونسكو"، و شبكة الشرق الأوسط للابتكار في التعليم والتعلم، والشبكه الأردنيه لمؤسسة آنا ليند.
وأشار إلى أن الشبكة تشغل منصبي عضو مجلس ادارة تنفيذي للمجلس العالمي لتعليم الكبار، ومنسق المبادرة الاقليميه لتعليم الكبار في الشرق الأوسط وشمال افريقيا.
وقال: ﺠﺎﺀﺕ ﻋﻤﻠﻴﺔ مراجعة الخطة الإستراتيجية للشبكة، بناء على التغيرات الجيو سياسية التي تشهدها المنطقة، ومن سوء الحظ فإن المنطقة التي تواجد فيها الشبكة توجد في قلب هذا الصراع العالمي، الذي كانت له انعكاسات على المستوى الجيوسياسي الإقليمي، وأيضا على المستوى القيمي، حيث نلمس تراجعا في التعاطي الإيجابي مع القيم الكونية والشمولية لحقوق الإنسان.
وتابع: على ضوء حقيقة فقدان الثقة في الآليات التعاقدية، وغير التعاقدية الدولية الخاصة بحماية حقوق الإنسان، بما في ذلك الاتفاقيات والمواثيق وآليات رصدها، وانتشار خطاب الكراهية والثقافة المعادية لحقوق الإنسان، فإن التركيز على مفاهيم ومبادئ تتصل بالتربية المدنية، والمواطنة، واحترام حقوق الإنسان يكتسب أهمية أكثر من أي وقت مضى.
من جانبه، ذكر بدوي، وهو عضو مؤسس للشبكة، أنها منذ تأسيسها العام 2009 قامت بالتركيز على ثلاثة برامج أساسيه هي: برنامج التربية على المواطنة الديمقراطية، وبرنامج التربية على حقوق الإنسان، وبرنامج الدفاع عن الحق في التعليم ، مبينا أن هذه البرامج في مجملها تستند على النهج القائم على حقوق الانسان، وتعتمد المناصره بصفتها أداةً رئيسةً لتحقيق الأهداف والغايات التي تم وضعها بطريقة علمية وتشاركية.
وأكدت ممثلة المؤسسة السويدية جيني اوسكارسون، سعادتها بعلاقة الشراكة مع شبكة "أنهر"، معربة عن أملها في أن تكون فاتحة لمزيد من التعاون المشترك.
وذكرت أن التعاون بين الجانبين بدأ خلال العام الحالي، منوهة إلى وجود تقاطع في عملهما وتركيزهما على قيم مثل حقوق الإنسان، إلى غير ذلك.
وذكرت يونس، أنه في ظل الوضع القائم، كان من الضروري إعداد استراتيجية جديدة من أجل تحديد أولويات العمل ضمن السياق الحالي ووفق المستجدات الدولية والإقليمية، علاوة على استمرار البناء المؤسسي للشبكة، عبر المراكمة على إنجازاتها خلال المرحلة الماضية، وإعادة التفكير في المهام و الأدوار المنوطة بها.
وبينت أن الشبكة ستركز عبر مبادراتها وتدخلاتها المختلفة على دول شمال افريقيا أيضا.
واعتبر نقيب المدرسين في تونس أسعد اليعقوبي، أن اطلاق الشبكة خطوة حيوية، خاصة على ضوء أهمية المسائل التي تعنى بها الشبكة.
ولفت إلى تشابه الاشكاليات التي تلقي بظلالها على المنطقة العربية، معتبرا أن وجود الشبكة فرصة لتعزيز العمل المشترك.
وتخلل الحفل، تقديم مداخلات من قبل أعضاء الشبكة حول مسائل تتصل بالاستراتيجية، وتحديدا في مجالات المواطنة التدقيق الاجتماعي، وتضمين النوع الاجتماعي، والتربية على حقوق الإنسان والمواطنة، وتضمين حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، وآفاق العمل مع الشباب.
يذكر أن الشبكة تأسست بمبادرة من مجموعة من المؤسسات، والأفراد العاملين على مستوى شمال افريقيا والشرق الأوسط، ممن لاحظوا انطلاقا من تجربتهم، الأهمية الملحة لتأسيس منبر يضم مؤسسات، هيئات وأفراد عاملين في مجال التربية المدنية، لتعزيز ثقافة حقوق الإنسان وترسيخ قيم المواطنة، عبر تبادل الخبرات وتنسيق الجهود، وتوحيدها في مجال التربية على حقوق الانسان والمواطنة وفق منهجيات علمية تربوية، للمساهمة في التأثير في السياسات ذات الصلة عبر العمل المشترك، وبناء أواصر الشراكه والتضامن بين الأعضاء، والمساهمة في بناء مجتمعات ديمقراطية، تسودها قيم التنوع، وقبول الآخر، والعدالة، والكرامة، والحرية، وتكافؤ الفرص، والمساواة.