في قلبِ كل شتاءٍ ربيعٌ نابض

كان لكل نشاط أثر فعال في نفوس الطلبة وتعديل سلوكهم بشكل عام لتخفف من التوتر والطاقة السلبية لديهم ،مما زادت من قوة شخصيتهم كما هو نشاط " البسمة لا تفارق وجهي " حيث تم تقسيم الطلاب الى مجموعات صغيرة وتكليف كل مجموعة بإعداد مسرحية فكاهية قصيرة وتقسيم الأدوار بينهم ثم تقديمها امام اقرانهم من خلال ألعاب الدمى وعرضها على تلفزيون الدراما من خلال هذا النشاط زادت ثقة الطالب بنفسه وظهرت قدرته على حسن التخطيط وتحمل المسؤولية فالاعداد يؤدي الى نجاح العمل وأنه قادر على التعبير دون خوف او قيود كما ورفعت مستويات الطاقة لدى الطلبة بالاضافة إلى العمل الجماعي ، من خلال هذا النشاط ظهرت البهجة وادخلت الفرحة و السرور لنفوس الطلبة كنوع من الترفيه وزادت المحبة والمودة بين الطلبة , بالاضافة للتفريغ النفسي من خلال تأليف قصص فكاهية لتبين لنا فيما بعد قدرات الطلبة ومهاراتهم في التعبير .

واجهتني صعوبات عديدة من ضمنها ارتباط بعض الطلبة المستهدفين بأصدقائهم وأقرانهم عند مغادرة المدرسة مما اضطر البعض انتظار الطلبة اثناء عقد الفعاليات والانشطة ،كذلك ارتباط البعض بسيارات وحافلات عند مغادرة المدرسة مما اضطر الى الاتصال بأولياء الامور ليوفر للطلبة سيارات عند الانتهاء من اللقاءات وبعض الاحيان عدم القدرة على التواصل مع اولياء الامور . 2. عدم تفهم المعلمات لمشاكل الطلبة المستهدفين والتعامل معهم بطريقة قاسية بعض الاحيان بعيدة عن العطف وعدم مراعاة مشاعرهم والظروف المحيطة بهم ،مما استدعى مني أكثر من مرة بضرورة مراعاة وضع الطالب وعدم اجراحه عند نسيان واجبه مثلا ، فبعض المعلمات تركز على الجانب الاكاديمي بعيدا عن العاطفي والنفسي للطالب ليزيد من تفاقم المشكلة. 2. من ضمن التحديات بذل جهد أكبر لكسر حاجز الخوف والخجل عند الطلاب في بداية اللقاءات والقيام وتخصيص وقت اضافي للطلبة الذي لديهم مشاعر مكبوته لا يستطيعون التعبير وبفضل الله وبالتحدي والارادة استطعت أن أدمج الطلبة وأن يعبروا عما بانفسهم بكل ثقة .

يشعر الإنسان بالفخر والنجاح عندما يلتمس ثمار نجاحه، وانا كذلك جنيت ثمار نجاحي أنني قدمت شيئاً ولو كان بسيطا في تغيير نفسية الطلبة وتعزيز ثقتهم بأنفسهم من خلال التحفيز والتشجيع وكسر حاجز الخوف لديهم ،وقبل كل هذا رسم الابتسامة على وجوه حرمت منها نتيجة ظروف خارجة عن إرادتهم. تشعر بالنجاح عندما تجد أحد أولياء الامور يشكرك لانك غيرت من سلوك ابنه عندما يحضر احد الفعاليات ويرى كيف ابنه يفرح ويلعب وهو معتاد عليه دائما محبط وحزين . تشعر بالسعادة عندما تجد التحصيل الدراسي لبعض الطلبة تحسن وأصبح أكثر تفاعلاً ومشاركة بالصف كما هو الطالب زكريا الذي انعكس هذا على سلوكه ليصبح أكثر تفاعلا واندماجا وتعاونا مع أقرانه كذلك مع المحيط المدرسي والمحيط خارج المدرسة لتلاحظ المعلمات أيضاً هذا التغير على شخصيته زكريا وكذلك على باقي الطلبة المستهدفين وتعديل سلوكهم السلبي قدر الامكان.

أولاً :كل الشكر لمركز إبداع المعلم على هذا المشروع الفعال والمميز وحبذا لو يتم تفعيل برنامج التعلم العاطفي في جميع مدارس الوطن بشكل عام ولجميع المستويات وذلك لما يعانيه الشعب الفلسطيني من ظروف نفسية واجتماعية خارجة عن إرادة الطلبة ، وذلك لأهمية التعلم العاطفي على الطلبة وعلى تغيير نفسية الطالب وتعديل سلوكه نحو الايجابية ، لتعم الفائدة على الجميع . ثانياً : الاستمرار في عمل جلسات تفريغيه من قبل المرشدة أو أحد المختصين للطلبة المستهدفين وذلك للاستمرار بتفاعلهم والاستمرار بسلوكهم الايجابي حتى لا يزول أبداً والاستمرار في تقديم الدعم المادي والمعنوي لهم قدر الامكان .